عبيابة ليس الأول.. وزراء كلفتهم "زلاتهم" مقاعدهم في الحكومة

 عبيابة ليس الأول.. وزراء كلفتهم "زلاتهم" مقاعدهم في الحكومة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 8 أبريل 2020 - 20:32

توقف المغاربة أمس الثلاثاء لبعض الوقت عن متابعة أخبار وباء كورونا، ليبحثوا عن تفاصيل تعديل حكومي لم يكن متوقعا خلال هذه الظرفية، حيث قرر الملك محمد السادس إعفاء حسن عبيابة من منصبه كوزير للثقافة والشباب والرياضية وكناطق رسمي باسم الحكومة، ليعين في اليوم نفسه عثمان الفردوس في الموقع الأول والسعيد أمزازي وزير التربية الوطنية في الموقع الثاني.

ورغم أن البلاغ الرسمي الصادر بخصوص التغيير الحكومي تفادى ذكر أسباب الإعفاء، إلا أن مصادر حكومية وحزبية أجمعت على أن زلات عبيابة المتكررة، التي بدأت بـ"هروبه" من أسئلة الصحافيين ثم بخطئه في نطق اسم الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني أمامه، وانتهت بغيابه التام عن المشهد الإعلامي خلال تدبير جائحة كورونا، هي التي وضعت اسمه ضمن قائمة طويلة لوزراء عجلت زلاتهم بإخراجهم من "الباب الضيق" لوزاراتهم.

بوسعيد: أطاح به "المداويخ"

في فاتح غشت 2018، قرر الملك محمد السادس إعفاء وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، والذي تم الإعلان عنه في بلاغ للديوان الملكي حمل تقريعا مبطنا للمسؤول الحكومي حين أورد أن "هذا القرار الملكي يأتي في إطار تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي يحرص الملك على أن يطبقه على جميع المسؤولين مهما بلغت درجاتهم وكيفما كانت انتماءاتهم".

وكان قرار إعفاء بوسعيد متوقعا للكثير من تتبعي الشأن السياسي، حيث تورط الرجل في مجموعة من "الزلات"، مثل قضية تسهيل تفويت شركة "سهام" للتأمين التي كانت مملوكة لزميله في حزب التجمع الوطني للأحرار والحكومة، حفيظ العلمي، لشركة من جنوب إفريقيا، من خلال تضمين تيسيرات لمثل هذه العمليات في قانون المالية لسنة 2018، لكن أبرز زلاته كانت هي تهجمه على المغاربة المشاركين في حملة المقاطعة، التي استهدفت من بين ما استهدفت شركة "أفريقيا" المملوكة للأمين العام لحزبه عزيز أخنوش، لدرجة أنه وصفهم بـ"المداويخ" من تحت قبة البرلمان.

أوزين: أطاحت به "الكراطة"

في 7 يناير 2015، صدر بلاغ للديوان الملكي، يعلن قرار الملك إعفاء محمد أوزين من منصب وزير الشباب والرياضة، حيث أورد أن الأخير "ومن منطلق روح المسؤولية، طلب من رئيس الحكومة أن يرفع إلى الملك ملتمس إعفائه من مهامه"، وكان سبب ذلك واضحا، حيث ربط البلاغُ الأمرَ مباشرة بفضيحة غرق ملعب الرباط بمياه الأمطار خلال استضافته مباريات كأس العالم للأندية.

ورغم أن الإعفاء، حسب الوثيقة الصادرة عن الديوان الملكي، استند إلى التقرير الذي "أثبت المسؤولية السياسية والإدارية المباشرة لوزارة الشباب والرياضة" فيما جرى، إلا أن مشاهد إزاحة المياه عن أرضية الملعب بواسطة "الكراطة" التي جابت العالم، ثم صافرات وعبارات الاستهجان التي طالت أوزين أثناء مرافقته الملك خلال حضوره المباراة النهاية، كانت قد حكمت بالفعل عليه عمليا بمغادرة منصبه.

الشوباني وبنخلدون: أطاح بهما "الغرام"

على الرغم من أن خبر وجود "كوبل" واقع في "الغرام" داخل حكومة عبد الإله بن كيران شاع في أبريل من سنة 2015، إلا أنه لم يكن يتعلق بـ"كذبة أبريل"، فالخبر الذي انتشر عبر مجموعة من وسائل الإعلام دون ذكر أسماء الثنائي المعني، والذي فجره أيضا حميد شباط الذي كان أمينا عاما لحزب الاستقلال ومتصدرا للمعارضة وقتها، في تجمع خطابي حمل الكثير من التلميحات لحزب العدالة والتنمية، اتضح أنه يتعلق بالحبيب الشوباني وسمية بن خلدون.

وأصبحت العلاقة الغرامية بين الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والوزير المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، أمرا واقعا تحتم على رئيس الحكومة مواجهة الحرج الكبير الذي أوقعه فيه خاصة أمام غرمائه السياسيين ووسائل الإعلام، ليرفع للملك طلب إعفائهما وهو ما أعلن الديوان الملكي الموافقة عليه بتاريخ 20 ماي 2015.

الكروج: أطاحت به الشوكولاته

ولم يكن الشوباني وبنخلدون وحدهما اللذان طلب ابن كيران من الملك إعفاءهما، فمعهما كان هناك وزير آخر تسبب له في الكثير من الإحراج، بل وجر على الحكومة التي قالت إنها أتت لـ"الإصلاح" اتهامات بـ"الفساد" و"تبذير المال العام"، ويتعلق الأمر بعبد العظيم الكروج المنتمي لحزب الحركة الشعبية، والذي كان وزيرا منتدبا لدى رئيس الحكومة مكلفا بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، والتي تورط في فضيحة اقتناء حلويات وشوكولاته بقيمة قاربت 34 ألف درهم.

وتسربت فاتورة المشتريات لوسائل الإعلام، غير أن المثير فيها لم يكن مبلغ الحلويات الذي قارب 27 ألف درهم، ولا تكلفة الشوكولاته التي تجاوزت 2500 درهم، بل الجهة التي تولت دفع المبلغ والتي لم تكن سوى الوزارة، رغم أن الأمر كان يتعلق بحفل عائلي، الأمر الذي وضع الكروج في مرمى الانتقادات والاتهامات، ليوافق الملك على طلب رئيس الحكومة بإعفائه.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...